[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما يتجدد الأمل..
عندما
يطول بي الطريق , وينهكني التعب , ويتسلل السأم إلى نفسي , وأنظر إلى هدفي
فأراه لايزال بعيدا , لا أجد سوى ربي , فأناجيه بكل فقر وذلة , وأرجوه
وألهج بذكره , فيتجدد عندي الأمل في قوة سير جديدة .
وعندما
أشعر بوحدة مسيرتي , تقلبني الدنيا بين أمواجها , أغوص في أعماقها فتنقطع
أنفاسي , وتؤلمني عقباتها المتتابعة , لا أجد سواك ربي , فلا ملجأ ولا منجى
منك إلا إليك , فأذكر رحمتك , فيتجدد عندي الأمل في صبيحة يوم جديد ,
ورؤية شمس صبوحة..
حينما
يلتهي عني الإخوان , وينساني القريبون والأحباب , ويتخلى عني الصديق
والجار , فليس لي سواه سبحانه هو الصاحب في السفر والخليفة في الأهل,,
فأرحل وقد تجدد عندي الأمل..
وحينما
يطول بي الليل بأحزانه , ويرهقني النهار بهمومه ومشكلاته , فسرعان ماأسمع
نداء الصلاة يعلن قرب طلوع الصباح , وشقشقة الطيور وتغريدها , فيتجدد عندي
الأمل في نهار بلا آلام وليل بلا أحزان..
وعندما
يصيبنا مرض أو داء , ويظل ملازما لنا بعض الوقت , ويقول الأطباء أنه ضيف
ثقيل طويل البقاء , ويهمس الناس أنه وباء أو بلاء , فليس لي سواه سبحانه ,
فأرفع يدي إلى السماء بالدعاء والبكاء والرجاء , فأشعر أنه يسمعني ويراني
فأسعد وأبتسم ويتجدد عندي الأمل في الشفاء مهما طال زمان المرض..
وحينما
أسمع الأخبار , فأعلم أن في الثغور المحتلة شهداء , واسمع قول الله تعالى
:" من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .." , فأتذكر كيف يصدق
الصادقون ويثبتون حتى لقاء الله , صدقوه فصدقهم , وأحسنوا الظن به فرزقهم
الشهادة , فيتجدد عندي الأمل في صادقين يحملون هم دينهم وأمتهم .
وحينما
أمنع نفسي عن سوء تزينه الشياطين , فأستغفر الله , وأدق باب التوبة
والإنابة ,وأهرول إلى طاعة الله , فاشعر بالسعادة تغمرني , وبالأمان يحيطني
من كل جانب , ويتجدد عندي الأمل في حياة كلها إيمان..
وحينما
ألتقي يتيما كسيرا أو فقيرا معدوما , أشكر الله أن شرفني بمسح رأس اليتيم ,
ومعونة المعدوم , وابذل نفسي لإسعاد من حولي , مهما كلفني ذلك من عناء ,
وأعجز عن التعبير عما بداخلي , فأصمت وتنهمر مني الدمعات ,وأنظر إلى السماء
, فأعلم أنه يراني ويعلم ما أريد , ويتجدد عندي الأمل في مجتمع أبناؤه
باذلون معطاؤون..
وحينما
أقبل يد أمي , وأرى منها ابتسامة الرضا , وأسمع منها حروف الدعاء أنتشي من
السعادة الغامرة , ويتجدد عندي الأمل في استجابة دعائها النقي الصادق..
إنه
الأمل الصادق , والرجاء في الله وحده لا في خلق أو مخلوق , إنه أمل ليس
فيه علو في الأرض ولا فساد , وليس فيه حب الدنيا ولا كراهية الموت , بل
يملؤه شكر النعمة على الإسلام , ورجاء في رحمة الله
إنها
البشرى التي أنتظرها في كل ساعة , فاليوم بناظري أحسن من أمس , وغدا في
رجائي سيكون أفضل من اليوم , فأتشبث بحسن الظن بالله الجواد الكريم , وأفرح
بالحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي .."
لقد
ابتدأت بشراي بالفعل لحظة كتابة تلك الكلمات , وارتفع الآن صوت آذان الفجر
, يؤذن بانتشار كلمة التوحيد في الربوع , وتبليغ الرسالة السامية إلى
الخلق أجمعين , ويالها من فرحة أن تكون آخر كلماتي " لاإله إلا الله " ...
ويتجدد عندي الأمل
..
مما راق لي